فصل: فصل: واعلم أن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين **


فصل‏:‏ واعلم أن الاشتراك في الأسماء والصفات لا يستلزم تماثل المسميات والموصوفات

كما دل على ذلك السمع، والعقل، والحس‏.‏

أما السمع‏:‏ فقد قال الله عن نفسه‏:‏ ‏{‏إن الله نعمّا يعظكم به إن الله كان سميعًا بصيرًا‏}‏ ‏[‏النساء‏:‏ 58‏]‏ وقال عن الإنسان‏:‏ ‏{‏إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج نبتليه فجعلناه سميعًا بصيرًا‏}‏ ‏[‏الإنسان‏:‏ 2‏]‏‏.‏ ونفى أن يكون السميع كالسميع والبصير كالبصير فقال‏:‏ ‏{‏ليس كمثله شيء وهو السميع البصير‏}‏ ‏[‏الشورى‏:‏ 11‏]‏‏.‏ وأثبت لنفسه علمًا وللإنسان علمًا فقال عن نفسه‏:‏ ‏{‏علم الله أنكم ستذكرونهن‏}‏ ‏[‏البقرة‏:‏ 235‏]‏‏.‏ وقال عن الإنسان‏:‏ ‏{‏فإن علمتموهن مؤمنات فلا ترجعوهن إلى الكفار لا هن حل لهم ولا هم يحلون لهن‏}‏ ‏[‏الممتحنة‏:‏ 10‏]‏‏.‏ وليس علم الإنسان كعلم الله تعالى‏:‏ فقد قال الله عن علمه‏:‏ ‏{‏وسع كل شيء علمًا‏}‏ ‏[‏طه‏:‏ 98‏]‏‏.‏ وقال‏:‏ ‏{‏إن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء‏}‏ ‏[‏آل عمران‏:‏ 5‏]‏‏.‏ وقال عن علم الإنسان‏:‏ ‏{‏وما أوتيتم من العلم إلا قليلًا‏}‏ ‏[‏الإسراء‏:‏ 85‏]‏‏.‏

وأما العقل‏:‏ فمن المعلوم بالعقل أن المعاني والأوصاف تتقيد وتتميز بحسب ما تضاف إليه، فكما أن الأشياء مختلفة في ذواتها فإنها كذلك مختلفة في صفاتها وفي المعاني المضافة إليها، فإن صفة كل موصوف تناسبه لا يفهم منها ما يقصر عن موصوفها أو يتجاوزه، ولهذا نصف الإنسان باللين والحديد المنصهر باللين، ونعلم أن اللين متفاوت المعنى بحسب ما أضيف إليه‏.‏

وأما الحس‏:‏ فإننا نشاهد للفيل جسمًا وقدمًا وقوة، وللبعوضة جسمًا وقدمًا وقوة، ونعلم الفرق بين جسميهما، وقدميهما، وقوتيهما‏.‏

فإذا علم أن الاشتراك في الاسم والصفة في المخلوقات لا يستلزم التماثل في الحقيقة مع كون كل منها مخلوقًا ممكنًا، فانتفاء التلازم في ذلك بين الخالق والمخلوق أولى، وأجلى، بل التماثل في ذلك بين الخالق والمخلوق ممتنع غاية الامتناع‏.‏